لابد أن الرقم 6 كان رقم أنور السادات ! لابد انه كان أهم رقم في حياته .. وتاريخه .. ومشواره السياسي ففي 6 فبراير عام 1938 تخرج من الكلية الحربية .. وفي 6 يناير عام 1946 اشترك في اغتيال ( أمين عثمان ) وفي 6 يناير 1950 عاد الى الخدمة في الجيش بعد أن طرد منه على اثر مصرع أمين عثمان ..وفي 6 أكتوبر عام 1973 قاد حرب أكتوبر ، وفي 6 أكتوبر عام 1981 اغتيل بطريقة درامية يصعب على خيال امهر مخرجي الأفلام البوليسية في العالم تصورها .. وفي 6 مارس عام 1982 صدرت الأحكام في قضية اغتياله .. ولابد أن نعترف ، أن رقم6 كان في كل هذه الأحوال ، والمناسبات ، رقما قَََدَريا وليس من اختياره
احتفالات 6 أكتوبر 1981 :
لم يكن هناك ما يشير الى أن هذا اليوم سيكون يوما غير عادي .. لم يكن هناك ما يشير الى أن هذا اليوم سيكون آخر يوم في عمر وحكم السادات ..لم يكن هناك ما يشير الى أن هذا اليوم الذي يحتفل فيه السادات بذكرى انتصاره ، سيكون هو يوم مصرعه ..
المنصة :
كان السادات يجلس كالعادة في الصف الأول .. ومعه كبار المدعوين والضيوف ..على يمينه جلس نائبه حسني مبارك ، ثم .. الوزير العماني شبيب بن تيمور .. وهو وزير دولة سلطنة عمان ، وكان مبعوث السلطان قابوس الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر ، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس ومعاهدة كامب ديفيد.
على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزاله ..ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الأركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
وبدا العرض العسكري بداية تقليدية..وكانت حالة السادات النفسية والمعنوية في القمة ، وكثيرا ما كان يقف تحية للمارين امامة ،واحيانا كان يرفع (الكاب ) لهم ، وأحيانا كان يصفق لهم ، وأحيانا كان يدخن الغليون ، ولم يتوقف عن تبادل التعليقات مع نائبة ووزير الدفاع.
على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزاله ..ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الأركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
وبدا العرض العسكري بداية تقليدية..وكانت حالة السادات النفسية والمعنوية في القمة ، وكثيرا ما كان يقف تحية للمارين امامة ،واحيانا كان يرفع (الكاب ) لهم ، وأحيانا كان يصفق لهم ، وأحيانا كان يدخن الغليون ، ولم يتوقف عن تبادل التعليقات مع نائبة ووزير الدفاع.
المفاجأة التي شلت الجميع:
كان السادات ينظر الى عرض الطائرات قبل لحظات قليلة من مصرعه
وفجاة.. انحرفت إحدى العربات الى اليمين قليلا..وتصور الحاضرون أن السيارة تعطلت..وعندما نزل منها ضابط ممتلئ قليلا فتصوروا أنة سيسعى لإصلاحها .. وانة سيطلب العون لدفعها الى الأمام بعيدا عن المنصة ،كما حدث من قبل في عروض عسكرية سابقة أقيمت في عهدي عبد الناصروالسادات .. لم يشك احد في عطل العربة -( الجرار).
بل أن قليلين هم الذين انتبهوا لذلك.. وكان أول ما فؤجى به الحاضرون بعد ذلك هو رؤية الضابط الممتلئ الذي قفز من العربة وهو يلقى بقنبلة يدوية، تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة.
وفجاة.. انحرفت إحدى العربات الى اليمين قليلا..وتصور الحاضرون أن السيارة تعطلت..وعندما نزل منها ضابط ممتلئ قليلا فتصوروا أنة سيسعى لإصلاحها .. وانة سيطلب العون لدفعها الى الأمام بعيدا عن المنصة ،كما حدث من قبل في عروض عسكرية سابقة أقيمت في عهدي عبد الناصروالسادات .. لم يشك احد في عطل العربة -( الجرار).
بل أن قليلين هم الذين انتبهوا لذلك.. وكان أول ما فؤجى به الحاضرون بعد ذلك هو رؤية الضابط الممتلئ الذي قفز من العربة وهو يلقى بقنبلة يدوية، تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة.
كان ذلك الضابط هو الملازم خالد الاسلامبولي الضابط العامل باللواء 333 - مدفعية .. جرى خالد الاسلامبولي الى العربة ، وفتح بابها ، وامسك بمدفع رشاش .. عيار 9 مم .. وطراز ( بور سعيد ) .. في نفس اللحظة ، كان هناك فوق صندوق العربة شخص آخر ، يلقي بقنبلة أخرى سقطت بالقرب من المنصة بحوالي 15 مترا .. وسقط من ألقاها في صندوق العربة .. وكان ذلك الشخص هو ( عطا طايل )
وقبل أن ينتبه احد ، من الصدمة ، ألقى خالد الاسلامبولي ، القنبلة اليدوية الدفاعية الثالثة في اتجاه المنصة .. فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الأخرى .. واكتفى بإخراج دخان كثيف منها
وقبل أن ينتبه احد ، من الصدمة ، ألقى خالد الاسلامبولي ، القنبلة اليدوية الدفاعية الثالثة في اتجاه المنصة .. فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الأخرى .. واكتفى بإخراج دخان كثيف منها
وقبل أن ينتهي الدخان ، انفجرت القنبلة الرابعة ، وأصابت سور المنصة أيضا .. وتناثرت شظاياها في أنحاء متفرقة ..لكن .. هذه الشظايا لم تصب احد ..وكان السبب هو سور المنصة الذي كان بمثابة ( الساتر ) الذي حمى من خلفها من شظاياها .. وكان رامي هذه القنبلة هو (عبد الحميد عبد العال)
وهب السادات من مقعده واقفا .. وانتصبت قامته ..وغلى الدم في عروقه .. وسيطر عليه الغضب .. وصرخ أكثر من مرة :
( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..( مش معقول ) وكانت هذه العبارة المكررة هي آخر ما قاله السادات.
اثناء ذلك جائته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربة ويصوب بندقيته الآلية ( عيار 7.92) نحوه .. وكان وقوف السادات ، عاملا مساعدا لسرعة أصابته ..فقد أصبح هدفا واضحا ، وكاملا ، ومميزا .. وكان من الصعب عدم إصابته .. وخاصة أن حامل البندقية الآلية هو واحد من أبطال الرماية في الجيش المصري وقناص محترف .. كان ذلك هو الرقيب متطوع (حسين عباس على)
اخترقت الرصاصة الأولى الجانب الأيمن من رقبة السادات في الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة .. واستقرت أربع رصاصات أخرى في صدره ، فسقط في مكانه .. على جانبه الأيسر ..واندفع الدم غزيرا من فمه ..ومن صدره .. ومن رقبته .. وغطت ملابسه العسكرية المصممة في لندن على الطراز النازي -الألماني ..ووشاح القضاء الأخضر الذي كان يلف به صدره والنجوم والنياشين التي كان يعلقها ويرصع بها ثيابه الرسمية المميزة ..
بعد أن أطلق حسين عباس دفعة النيران الأولى ، قفز من العربة ، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة .. في تشكيل هجومي ، يتقدمهم خالد ، وعبد الحميد على يمينه ، وعطا طايل على شماله .. وبمجرد أن اقتربوا من المنصة اخذوا يطلقون دفعة نيران جديدة على السادات ..وهذه الدفعة من النيران أصابت بعض الجالسين في الصف الأول ، ومنهم المهندسين سيد مرعي ، والدكتور صبحي عبد الحكيم الذي سارع بالانبطاح أرضا ليجد نفسه وجها لوجه أمام السادات الذي كان يئن ويتألم ويلفظ أنفاسه الأخيرة ..ومنهم فوزي عبد الحافظ الذي أصيب إصابات خطرة وبالغة وهو يحاول أن يكوم الكراسي فوق جسد السادات ، الذي ظن انه على قيد الحياة ، وان هذه المقاعد تحمي حياته ، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه ..
كان اقرب ضباط الحرس الجمهوري الى السادات عميد اسمه احمد سرحان ..وبمجرد أن سمع طلقات الرصاص تدوي ، سارع إليه وصاح فيه : (انزل على الأرض يا سيادة الرئيس ..انزل على الأرض )..فنزل.. ولكن .. كان الوقت - كما يقول العميد احمد سرحان - متأخرا ..( وكانت الدماء تغطي وجهه وحاولت أن افعل شيئا وأخليت الناس من حوله ، وسحبت مسدسي وأطلقت خمسة عياران في اتجاه شخص رايته يوجه نيرانه ضد الرئيس )
لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالضبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات ..فقد كان هناك ثلاثة أمام المنصة يطلقون النيران ( خالد ، وعبد الحميد ، وعطا طايل )..كانوا يلتصقون بالمنصة الى حد أن عبد الحميد كان قريبا من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له : - أنا مش عايزك ..إحنا عايزين فرعون .. وكان يقصد بفرعون أنور السادات !
وأشاح خالد لابو غزاله قائلا : - ابعد... قال ذلك ، ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص ..فقتل كبير الياوران ،اللواء حسن عبد العظيم علام (51) سنه، وكان الموت الخاطف أيضا من نصيب سبعة آخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان ( 50 سنه ) ..وسمير حلمي (63 سنه )وخلفان محمد من سلطنة عمان .. وشانج لوي احد رجال السفارة الصينية ..وسعيد عبد الرؤوف بكر .. وقبل أن تنفذ رصاصات خالد الاسلامبولي ، أصيب الرشاش الذي في يده بالعطب ..وهذا الطراز من الرشاشات معروف انه سريع الأعطال خاصة إذا امتلاات خزانته ( 30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية )،عن آخرها ..وقد تعطل رشاش خالد بعد أن أطلق منه 3 رصاصات فقط .
مد خالد يده بالرشاش الأخرس الى عطا طايل الذي أخذه منه وأعطاه بدلا منه بندقيته الآلية واستدار عطا طايل ليهرب.. لكنه فوجئ برصاصة تأتي له من داخل المنصة وتخترق جسده .. في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد أيضا بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة ..أصيب بطلقتين في أمعائه الدقيقة ورفع رأسه في اتجاه من أطلق علية الرصاص ليجد رجلا يرفع طفلا ويحتمي به كساتر فرفض إطلاق النار عليه..وقفز خلف المنصة ليتأكد من أن السادات قتل ..واكتشف لحظتها انه لا يرتدى القميص الواقي من الرصاص .. وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ : ـ اللــه اكبـر الــله اكبر! في تلك الليلة نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذ منه خالد سلاحه وقال له : (بارك الله فيك.. اجر.. اجر..) ونجح في مغادرة ارض الحادث تماما .. ولم يقبض علية إلا بعد يومين .
أما الثلاثة الآخرون فقد أسرعوا ـ بعد أن تأكدوا من مصرع السادات ـ يغادرون موقع المنصة..وعلى بعد75مترا وبعد قرابة دقيقة ونصف انتبه رجال الحراس وضباط المخابرات الحربية للجناة فأطلقوا الرصاص عليهم..فأصابوهم فعلا..وقبضت عليهم المجموعة75- مخابرات حربية وهم في حالة غيبوبة كاملة. وبعد أن أفاق الحرس من ذهول المفأجاة.. وبعد إصابة المتهمين الثلاثة، بدأ إطلاق النار عشوائيا على كل من يرتدى الزى العسكري ، ويجرى في نفس الاتجاه الذي كان يجري في الجناة فأصيب 3 أشخاص وفيما بعد.. ثبت من تحقيقات المحكمة أن عبد الحميد وعطا كانا ينزفان وهم يجريان .. وثبت أيضا أن رجال المجموعة75 اخذوا أسلحتهم بعد إصابتهم .. وثبت كذلك بعض هذه الاسلحه كان بها ذخيرة.
ماذا فعلت جيهان السادات بعد عملية الاغتيال؟؟
عندما جرى إطلاق النار كانت جيهان السادات ، وأحفادها في غرفة خاصة تطل على ارض العرض ، ومحجوزة عن المنصة الرئيسية بزجاج حاجز .. رأت جيهان السادات ما حدث خطوة بخطوة .. طابور المدفعية ..أسراب الطائرات ..نزول الاسلامبولي من العربية ..الانقضاض على زوجها ..القنابل التي انفجرت ..الرصاص الذي دوى ..وزوجها وهو يقع على الأرض .. كانت تتمتع بهدوء الأعصاب ..حتى إنها لم تغضب إلا عندما وصلت المشاهد الدرامية أمامها الى ذروتها ..وسقط زوجها مضرجا بدمائه ..
واندفعت جيهان السادات الى باب الغرفة لتحاول الوصول الى زوجها ..لكن احد الحراس ، منعها من ذلك بشدة ، وامسك بذراعها ، والقي بها على الأرض من اجل سلامتها
واندفعت جيهان السادات الى باب الغرفة لتحاول الوصول الى زوجها ..لكن احد الحراس ، منعها من ذلك بشدة ، وامسك بذراعها ، والقي بها على الأرض من اجل سلامتها
عملية الاربعين ثانيه:
استغرقت العملية 40 ثانية.. أي اقل من دقيقة .. اقل من دقيقة من لحظة نزول الاسلامبولي الى لحظة انسحابه هو والآخرين .. كانت كل ثانية من هذه الثواني بالنسبة للجالسين في المنصة ..دهرا ..كانت كل ثانية هي الموت بعينه حتى بالنسبة للذين نجوا بعمرهم ..وبقوا على قيد الحياة ..
كان مشهد المنصة فريدا من نوعه .. قتلى جرحى ..فوضى ..دماء..كراسي مقلوبة ..نياشين بعيدة عن أصحابها ..كتل متناثرة من اللحم البشري ..ذعر ..خوف ..انين ..ذهول ..ارتباك ..حيرة ..ومفاجأة شلت الجميع ..وصدمة عنيفة كانوا في حاجة لبعض الوقت لكي يفيق الأحياء والجرحى منها ..
هذا ما حدث في أسوأ يوم يحمل رقم 6 في عمر وتاريخ ومشوار السادات
هذا ما حدث في أسوأ يوم يحمل رقم 6 في عمر وتاريخ ومشوار السادات
الخبر تصدر الصحف المصرية
الصحف العالمية تناقلت الخبر وعلى الصفحات الأولى
صحيفة الميدان تجاوزت كل الحدود ونشرت صورة للسادات في المشرحة
.......منقول......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك تعليق واحد:
موضوع جميل فعلا ومختصر ومفيد شكرا
إرسال تعليق