Google

الثلاثاء، يونيو 10، 2008

نظره على الإعلام العربي




جاء ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي السابع في دبي الإمارات العربية المتحدة: 24 أبريل 2008 ان الإبداع هو الملاذ الأخير أمام الإعلام العربي التقليدي في ظل تزايد سطوة الإعلام الجديد والأطر التنظيمية ضرورية من أجل تفادي الآثار السلبية للتطبيقات التكنولوجية الحديثة

وقد واصل منتدى الإعلام العربي السابع في ثاني أيامه مناقشة تأثيرات التكنولوجيا على وجه العمل الإعلامي في المنطقة، حيث ناقش المتحدثون ضمن الجلسة السابعة من جلسات المنتدى والتي حملت عنوان "التحديات والفرص المتاحة أمام الإعلام العربي في عصر التقنيات الجديدة" جملة من الموضوعات المهمة مثل إقبال جمهور الشباب على تطبيقات الوسائط المتعددة والتقنيات الجديدة في مجال الاتصال النقال والانترنت الهامش الكبير الذي لا تزال حلول تكنولوجيا المعلومات تتيحه لوسائط الإعلام.

وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية (شدا عمر) المذيعة في المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) كل من الدكتورة نجاة رشدي، المنسق الإقليمي ، البرنامج الإنمائي التابع لمنظمة الأمم المتحدة (UNDP)، والإعلامي الهندي البارز إم. جيه أكبر وهو رئيس تحرير مجلة كوفرت، السيد خلدون طبازة، رئيس شركة ريادة فنتشرز، والدكتور حمد بن إبراهيم آل عمران، رئيس تحرير مجلة المعلوماتية.

وخلال مداخلتها، أكدت الدكتورة نجاة رشدي أن التحول إلى التقنية المتقدمة في مجال العمل الإعلامي لا يعد "موضة" ولا ترف ولكنه تحاول ان تستوجبه التغيرات المتلاحقة من حولنا خاصة مع ظهور سوق عالمية ضخمة للتطبيقات التقنية المتطورة، حيث قدمت المتحدثة مجموعة من الأرقام المهمة التي تدلل على ذلك التحول.

وقالت الدكتورة نجاة إن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم وصل إلى 750 مليون مستخدم، في حين بلغ عدد مستخدمي الهاتف النقال 3 مليارات و25 مليون مستخدم. وأشارت المتحدثة إلى أن سوق الإعلانات التقليدية العالمي في العام 2007 سجل 450 مليون دولار، متقدما على عائدات القطاع نفسه في العام 2006 بحوالي 5.2 بالمائة. وقالت إن الإعلانات على شبكة الإنترنت في العام 2006 مثلت واحد بالمائة من إجمالي الإعلان العالمي، في حين قفزت عمليات الإعلان على شبكة الإنترنت في العام 2007 مقارنة بالعام 2006 بمقدار 75 بالمائة.

وعن حجم الاشتراكات في شبكة الإنترنت ذات السرعة الفائقة (Broadband Internet) قالت المسؤولة الدولية إن عدد المشتركين في هذه الخدمة وصل إلى 310 مليون مشترك في العام 2007، في حين من المتوقع أن يصل عدد المشتركين في خدمة التلفزيون التفاعلي في العام 2010 إلى 380 مليون مشترك.

وقالت الدكتورة نجاة رشدي أن تلك التحولات كان لها انعكاساتها الاقتصادية الواضحة مستشهدة بعرض شركة مايكروسوفت العالمية لمبلغ 45 مليار دولار للاستحواذ على شركة ياهو، مؤكدة أن التغيرات المتلاحقة في هذا المجال أسفرت عن صفقات تتجاوز قيمتها مئات المليارات.

وأكدت الدكتورة رشدي أن التحول إلى التطبيقات التكنولوجية يحمل في طياته العديد من الإشكاليات القانونية والثقافية والاجتماعية وأيضا الاقتصادية، وقالت إن ظاهرة إقبال الشباب على المدونات في العالم من أجل الإفصاح عن تطلعاتهم وطموحاتهم وأفكارهم أكبر من أي جزء آخر من العالم مشيرة إلى أن هذا الإقبال ناجم عن الافتقار إلى المساحة الكفيلة بضمان حرية التعبير على الرأي في العالم العربي، إضافة إلى ما تتيحه هذه البيئة الإلكترونية من إمكانية نقاش موضوعات قد تصطدم بموانع اجتماعية قد تحول دون إمكانية مناقشتها في المحيط العائلي أو مع الأصدقاء.

وأضافت أن التطور التكنولوجي كان سببا في سقوط ظاهرة الاحتكار المعلوماتي مع تعدد الخيارات المتاحة عب
ر القارئ أو المشاهد في العالم العربي وقالت إن الوسائط الجديدة للإعلام أدت إلى تضمين الأفراد كصناع للمادة الإعلامية واستشهدت في ذلك بالتغطية الإعلامية للأوضاع في منطقة التبت وكذلك الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان حيث لعبت الهواتف النقالة دورا كبيرا في نقل صور مباشرة لتلك الأحداث.

وطالبت نجاة رشدي المنسق الإقليمي للبرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، بضرورة إيجاد الأطر التنظيمية التي تحكم وسائل الإعلام الجديد محذرة من مخاطر سوء استخدام تلك الوسائل من قبل بعض العناصر المتطرفة في الترويج لأفكار هدامة أو محتوى ينافي للأخلاق والقيم أو استخدامها في تتبع المعلومات الشخصية للأفراد، مشددة على أهمية دور التربية والتوعية في هذا الخصوص.

من جانبه، رأى خلدون طبازة أن وسائل الإعلام العربي التقليدية لن تكون قادرة على مواكبة التطورات التقنية المتلاحقة وربما تحقق خسائر مادية كبيرة ستكون سببا مباشرا في العديد من الاندماجات لتفادي تلك الخسائر.

وقال إنه وربما تحقق مؤسسات الإعلام العربي التقليدية إفلاسا ماديا وفكريا إذا ما استمرت في النظر إلى التكنولوجيا على أنها مجرد وسيلة لنقل المحتوى الإعلامي التقليدي إلى جماهيرها، مشددا على ضرورة الاهتمام بعنصر الإبداع والابتكار من أجل تقديم محتوى جديد يتواكب واحتياجات الأجيال الجديدة في العالم العربي، مشددا على أن العناية بعناصر ومقومات الإبداع تمثل التحدي الأكبر أمام وسائل الإعلام العربية التقليدية.

وقال طبازة إن نجاح وسائل الإعلام الجديدة في الغرب يمكن رصده من خلال القيمة السوقية للشركات العاملة في هذا المجال وضرب مثالا بشركات من أمثال فيس بوك أو اليو تيوب والتي توازي قيمتها السوقية قيمة العشرات من مؤسسات الإعلام التقليدية حول العالم.

وأكد الدكتور حمد آل عمران أن التحول التكنولوجي الكبير في العالم كان له انعكاساته التي طالت معظم ملامح الحياة مع تحول أكثر من 90 من العمالة العالمية إلى مجالات الخدمات والمعلومات، مشيرا إلى اختلاف جمهور المتلقين ومتطلباتهم التي لا تتفق مع جمهور وسائل الإعلام التقليدية من الأجيال الأكبر سنا.

وأشار الدكتور حمد إلى تعاظم دور وسائل الإعلام الجديدة والتي منحت جيل الشباب القدرة على المشاركة في صنع الأخبار من خلال تلك الوسائل ، مستشهدا في ذلك بمقاطع الهاتف النقال التي أسفرت عن العديد من التأثيرات الاجتماعية والثقافية وأيضا السياسية.

من جهة أخرى، شدد الإعلامي الهندي إم. جيه أكبر على أن هناك فارق بين المعلومات التي يمكن الحصول عليها من أي وسيلة مثل الإنترنت وبين الأخبار وقال إن هذا الفارق يمكن في قدرة المتلقي على الاختيار، وقال إن الصحف ربما تقدم أخبار تنقل قناعاتها الفردية ولكنها قد لا تكون
معبرة في الواقع عن الحقيقة.

وأشار المتحدث إلى مسألة الإعلام لم تعد محصورة في الوسائل التقليدية وقال إن هناك وسيلة جديدة أهم وأكثر تأثيرا وهي صوت رجل الشارع في التعبير عن القضايا التي تهمه، وقال إن التواصل الجماهيري المباشر يعتبر من أقوى وسائل الإعلام التي تتجاوز في قوتها الوسائل التقليدية والحديثة.

http://www.dpcmediaforum.com/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات: